للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشَّأْمِ الجُحْفَةَ (٦٠) وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَاكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا. (٦١)

٨١٠ - قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ: "يُهِلُّ أَهْلُ المدِينَةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّأْمِ مِنْ الجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ: "وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ". (٦٢)


(٦٠) قال النووي في "شرح مسلم" (٨/ ٨١): الجحفة وهى ميقات لهم ولأهل مصر، وهى بجيم مضمومة، ثم حاء مهملة ساكنة، قيل: سميت بذلك لأن السيل أجحفها في وقت، ويقال لها: مهيعة بفتح الميم، وإسكان الهاء، وفتح المثناة تحت، وهي على نحو ثلاث مراحل من مكة على طريق المدينة. قال ابن حجر في "الفتح" (٣/ ٤٥٠): الجحفة بضم الجيم وسكون المهملة، وهي قرية خربة بينها وبين مكة خمس مراحل أو ستة، وفي قول النووي في "شرح المهذب" ثلاث مراحل نظر، وسيأتي في حديث ابن عمر أنها مهيعة بوزن علقمة، وقيل: بوزن لطيفة، وسميت الجحفة لأن السيل أجحف بها، قال ابن الكلبي: كان العماليق يسكنون يثرب، فوقع بينهم وبن بني عبيل -بفتح المهملة وكسر الموحدة، وهم إخوة عاد- حرب فأخرجوهم من يثرب، فنزلوا مهيعة فجاء سيل فاجتحفهم -أي استأصلهم- فسميت الجحفة، ووقع في حديث عائشة عند النسائي: "ولأهل الشام ومصر الجحفة"، والمكان الذي يحرم منه المصريون الآن رابغ -بوزن فاعل- براء وموحدة وغين معجمة، قريب من الجحفة، واختصت الجحفة بالحمى؛ فلا ينزلها أحد إلا حُمَّ، كما سيأتي في فضائل المدينة.
(٦١) "صحيح"
"صحيح البخاري" (١٥٢٤)، وأخرجه مسلم (١١٨١)، وأحمد (١/ ٢٤٩، ٣٣٩)، والنسائي (٥/ ١٢٣)، وابن خزيمة (٢٥٩١)، كلهم من طريق عبد اللَّه بن طاوس به.
(٦٢) "صحيح"
البخاري (١٥٢٥)، ومسلم (١١٨٢).

<<  <   >  >>