حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أصباط، عن السدي: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ}، قال: عزير. حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ}: إنه هو عزير. حدثني يونس، قال: قال لنا سلم الخواص: كان ابن عباس يقول: هو عزير. وقال آخرون: هو أورميا بن حلقيا، وزعم محمد بن إسحاق أن أورميا هو الخضر. حدثنا بذلك ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: اسم الخضر -فيما كان وهب بن منبه يزعم عن بني إسرائيل- أورميا بن حلقيا، وكان من سبط هارون بن عمران. * ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب ابن منبه يقول في قوله: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} أن أورميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب، وقف في ناحية الجبل، فقال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه، قال: هو أورميا. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى بن ميمون، عن قيس بن سعد، عن عبد اللَّه ابن عبيد بن عمير في قول اللَّه: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}، قال: كان نبيًّا، وكان اسمه أورميا. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني بكر بن مضر، قال: يقولون -واللَّه أعلم-: إنه أورميا. قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن اللَّه تعالى ذكره عجب نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن قال، إذ رأى قرية خاوية على عروشها {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} مع علمه أنه ابتدأ خلقها من غير شيء، فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها حتى قال: أنى يحييها اللَّه بعد موتها! ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قِبَلِهِ البيان على اصم قائل ذلك، وجائز أن يكون ذلك عزيزًا، وجائز أن يكون أورميا، ولا حاجة بنا إلى معرفة اسمه، إذ لم يكن المقصود بالآية تعريف الخلق اسم قائل ذلك، وإنما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة اللَّه على إحيائه خلقه بعد مماتهم، وإعادتهم بعد فنائهم. واختلف أهل التأويل في القرية التي مر عليها القائل: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}، فقال =