ذكر من قال ذلك: حدثنا علي بن سهل، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا أبو سنان، عن وهب بن منبه، قال في قول اللَّه: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قال: الساهرة: جبل إلى جنب بيت المقدس. وقال آخرون: هي جهنم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مروان العقيلي، قال: ثني سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قال: في جهنم. قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (٩/ ١٩ - ٢٠): وفيها أربعة أقوال: أحدها: أن الساهرة وجه الأرض، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، واللغويون، قال الفراء: كأنها سميت بهذا الاسم؛ لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم. والثاني: أنه جبل عند بيت المقدس، قاله وهب بن منبه. والثالث: أنها جهنم، قاله قتادة. والرابع: أنها أرض الشام، قاله سفيان. قال الشوكاني في "فتح القدير" (٥/ ٤٩٧ - ٤٩٨): {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} أي فإذا الخلائق الذين قد ماتوا ودفنوا أحياء على وجه الأرض، قال الواحدي: المراد بالساهرة وجه الأرض وظاهرها في قول الجميع، قال الفراء: سميت بهذا الاسم؛ لأن فيها نوم الحيوان سهرهم، وقيل: لأنه يسهر في فلاتها خوفًا منها، فسميت بذلك، ومنه قول أبي كثير الهذلي: يردون ساهرة كأن حميمها ... وغميمها أسداف ليل مظلم وقول أمية بن أبي الصلت: وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به لهم مقيم يريد لحم حيوان أرض ساهرة، قال في "الصحاح": الساهرة وجه الأرض، ومنه قوله: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} وقال: الساهرة أرض بيضاء، وقيل: أرض من فضة لم يعص اللَّه سبحانه فيها، وقيل: الساهرة الأرض السابعة، يأتي بها اللَّه سبحانه فيحاسب عليها الخلائق، وقال سفيان الثوري: الساهرة أرض الشام. وقال قتادة: هي جهنم. أي فإذها هؤلاء الكفار في جهنم، وإنما قيل لها ساهرة؛ لأنهم لا ينامون فيها لاستمرار عذابهم.