للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَمَّاءُ عَمْيَاءُ (١٠) مُطْبِقَةٌ، تَمُورُ مَوْرَ (١١) المَوْجِ فِي البَحْرِ، حَتَّى لَا يَجِدَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهَا مَلْجَأً، تُطِيفُ بِالشَّامِ، وَتَغْشَى العِرَاقَ، وَتَخبِطُ (١٢) الجَزِيرَةَ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا، وَتَعْرُكُ الأُمّةُ فِيهَا بِالبَلَاءِ عَرَكَ الأَدِيم (١٣)، ثُمَّ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُ فِيهَا: مَهْ مَهْ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُونَهَا مِنَ نَاحِيَةٍ إِلَّا انْفَتَقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى". (١٤)


(١٠) صماء عمياء: المراد فتنة يعمى الناس فيها فلا يرون منها مخرجًا، ويصمون عن استماع الحق، وقيل: فتنة لا تسمع ولا تبصر، فهي لفقد الحواس لا تقلع ولا ترتفع.
(١١) تمور مور: تدور دورًا.
(١٢) تخبط: تضرب.
(١٣) تعرك الأفة فيها بالبلاء عرك الأديم: أصل العرك: الدلك، والمراد أن البلاء يدق الأمة فيها، كما يدلك الجلد عند الدباغ.
(١٤) "ضعيف"
"الفتن" النعيم بن حماد (٨٧).
قلت: وإسناده واهٍ، الراوي عن أبي هريرة مجهول، وإسحاق بن عبد اللَّه متروك كما قال الحافظ، ويحيى بن سعيد العطار ضعيف عند الجمهور.
وأخرجه نعيم في "الفتن" (٨٦) من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه، وهو منقطع؛ يحيى بن أبي عمرو روايته عن الصحابة مرسلة.
وللحديث عدة شواهد من حديث عمران، وابن مسعود، وعلي موقوفًا، لكنها لا ترتقي باجتماعها.
أما حديث عمران فأخرجه نعيم في "الفتن" (٨٤)، والطبراني في "الكبير" (١٨/ ١٨٠ رقم ٤١٦)، و"الأوسط" (٨١١٩) من طريق ابن لهيعة، عن أبي مُعَيد، عن الحسن، عن عمران مرفوعًا بلفظ: "سيكون أربع فتن: فتنة يستحل فيها الدم، والثانية يستحل فيها الدم والمال، والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفرج".
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا أبو معيد، تفرد به ابن لهيعة.
قلت: إسناده ضعيف؛ الحسن لم يسمع من عمران، وانظر "جامع التحصيل"، وأبو معيد هو حفص ابن غيلان مختلف فيه، وهو صدوق، وابن لهيعة ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٢٥٣): فيه حفص بن غيلان وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه الجمهور، وابن لهيعة لين.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو داود في "سننه" (٤٢٤٣)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٨/ ٦٦٦) من طريق الشعبي، عن رجل، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "يكون في آخر الزمان أربع فتن، يكون في آخرها الفناء".

<<  <   >  >>