قال أبو الفتح: لا يجوز أن يكون «مرض» مخففا من مرض؛ لأن المفتوح لا يخفف، وإنما ذلك فى المكسور والمضموم كإبل وفخد، وطنب وعضد، وما جاء عنهم من ذلك فى المفتوح فشاذ لا يقاس عليه، نحو قوله:
وما كل مبتاع ولو سلف صفقه … يراجع ما قد فاته برداد
يريد: سلف، فأسكن مضطرا. وعلى أننا قد ذكرنا هذا فى كتابنا الموسوم «بالمنصف»، وهو شرح تصريف أبى عثمان، وهذا ونحوه قد جاء فى الضرورة، والقرآن يتخير له ولا يتخير عليه.
وينبغى أن يكون «مرض» هذا الساكن لغة فى مرض المتحرك، كالحلب والحلب، والطرد والطرد، والشل والشلل، والعيب والعاب، والذّيم والذّام. وقد دللنا فى كتابنا الخصائص على تقاود الفتح والسكون، ولأنهما يكادان يجريان مجرى واحدا فى عدة أماكن.
منها أن كل واحد منهما قد يفزع ويستروح إليه من الضمة والكسرة؛ ألا تراهم قالوا فى غرفات ونحوها: تارة غرفات بالفتح وأخرى غرفات بالسكون، كما قالوا فى