{يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ}(٢٠) ومن ذلك ما حكاه الفراء عن بعض القراء فيما ذكر ابن مجاهد «يخطّف» بنصب الياء والخاء والتشديد.
قال ابن مجاهد: ولم يرو لنا عن أحد.
قال أبو الفتح: أصله يختطف، فآثر إدغام التاء فى الطاء؛ لأنهما من مخرج واحد؛ ولأن التاء مهموسة والطاء مجهورة، والمجهور أقوى صوتا من المهموس، ومتى كان الإدغام يقوّى الحرف المدغم حسن ذلك. وعلته أن الحرف إذا أدغم خفى فضعف، فإذا أدغم فى حرف أقوى منه استحال لفظ المدغم إلى لفظ المدغم فيه فقوى لقوته، فكان فى ذلك تدارك وتلاف لما جنى على الحرف المدغم فأسكن التاء لإدغامها والخاء قبلها ساكنة، فنقلت الحركة إليها، وقلبت التاء طاء وأدغمت فى الطاء، فصارت «يخطّف».
ومنهم من إذا أسكن التاء ليدغمها كسر الخاء لالتقاء الساكنين، فاستغنى بحركتها عن نقل الحركة إليها، فيقول: يخطّف.
ومنهم من يكسر حرف المضارعة إتباعا لكسرة فاء الفعل ما بعده فيقول: يخطّف، وأنا إخطّف، وأنشدوا لأبى النجم:
تدافع الشّيب ولم تقتّل …
أراد تقتتل فأسكن التاء الأولى للإدغام، وحرك القاف لالتقاء الساكنين بالكسر، فصار تقتّل، ثم أتبع أول الحرف ثانيه فصار تقتّل.
وعلى هذا قالوا فى ماضيه: خطّف، وأصلها اختطف، فأسكن التاء للإدغام فانكسرت الخاء لسكونها وسكون التاء فحذف همزة الوصل لتحرك الخاء بعدها، وأدغمت التاء فى الطاء فصار «خطّف».