ومنهم من يتبع الطاء كسرة الخاء فيقول: خطّف. وأنشدونا.
لا حطّب القوم ولا القوم سقى …
أراد: احتطب على ما مضى.
وحكى أبو الحسن عنهم: فتّحوا الأبواب؛ أى: افتتحوا، على ما تقدم.
وكذلك الكلام فى قوله: يهدّى ويهدّى ويهدّى، وجاء المعذّرون والمعذّرون والمعذّرون ومردّفين ومردّفين ومردّفين، تتبع الضم الضم، كما أتبعت الكسر الكسر.
وأصله كله: المعتذرون ومرتدفون، وهو باب منقاد، وهذه طريقه. ومن بعد فيسأل فيقال: ما مثال «يخطّف»؟.
قيل: إن أردت الأصل فيفتعل أى: يختطف، وإن أردت اللفظ ففيه الصنعة وعليه المسألة، فوزنه: يفطعل، وذلك أن التاء فى يفتعل زائدة، فكما أنها لو ظهرت لكانت زائدة، فكذلك إذا أبدلت فالبدل منها زائد؛ لأن البدل من الزائد زائد، ألا ترى أن الطاء من اصطبر بدل من التاء فى اصتبر الذى هو افتعل؟ فكما أن التاء زائدة فكذلك ما هو بدل منها-وهو الطاء-زائد. فوزن اصطبر على أصله افتعل، وعلى لفظه افطعل، فكذلك وزن يخطّف من الفعل على لفظه يفطعل. فإذا ثبت ذلك-وقد ثبت بحمد الله-فوزن خطّف: فطعل، ووزن خطّف: فطعل، ووزن تقتّل تفعتل، ووزن مردّفين مفدعلين؛ لأن الدال فيه بدل من التاء الزائدة، فهى زائدة من هذا الوجه، كما كانت الطاء فى خطّف زائدة من هذا الوجه.
وكذلك لو قال قائل: ما مثال «اِزَّيَّنَتْ» على أصله؟.
قلت: تفعلت، أى تزينت، وعلى لفظه ازفعّلت.
وكذلك قالوا:«اِطَّيَّرْنا» ووزنه اطفعّلنا، وكذلك قول العجلى: