للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو غار، أى: غمض وانشام هناك، كقولك: ساخ وسرب. ولو أراد معنى صار إلى هناك لكان أغار، كما قال:

نبى يرى ما لا ترون وذكره … أغار لعمرى فى البلاد وأنجدا

ورواية الأصمعى: غار، على ما مضى، وليس المعنى ما قدمنا واحدا.

وأما «تغمضوا فيه» فيكون منقولا من غمض هو وأغمضه غيره، كقولك: خفى وأخفاه غيره، فهو كقراءة من قرأ «أن تغمضوا فيه». ولم يذكر ابن مجاهد هل الميم مع فتح التاء مكسورة أو مضمومة، والمحفوظ فى هذا غمض الشئ يغمض، كغار يغور، ودخل يدخل، وكمن يكمن، وغرب يغرب.

والمعنى: أن غيرهم يغمضهم فيه من موضعين:

أحدهما: أن الناس يجدونهم قد غمضوا فيه، فيكون من أفعلت الشئ وجدته كذلك، كأحمدت الرجل وجدته محمودا، وأذممته: وجدته مذموما. ومنه قوله:

وقوم كرام قد نقلنا قراهم … إليهم فأتلفنا المنايا وأتلفوا

أى وجدناها متلفة.

وقوله:

فمضى وأخلف من قتيلة موعدا …

<<  <  ج: ص:  >  >>