للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما فناظره فكقولك: فياسره فسامحه وليس أمرا من المناظرة؛ أى المحاجة والمجادلة، لكنها من المساناة والمسامحة، فيقول على هذا: قد تناظر القوم بينهم الحقوق، كقولك:

قد تسامحوا فيها ولم يضايق بعضهم بعضا.

ويقول عليه: لله متبايعان رأيتهما، فقد تناظرا، أى: تسامحا ولم يتحاجا.

وأما «إلى ميسره». فغريب؛ وذلك أنه ليس فى الأسماء شئ على مفعل بغير تاء، لكنه بالهاء، نحو المقدرة والمقبرة والمشرقة والمقنوة. وأما قوله:

أبلغ النعمان عنى مألكا … أنه قد طال حبسى وانتظار

فطريقه عندنا أنه أراد مألكة، وهى الرسالة، غير أنه حذف الهاء وهو يريدها، كما قال كثير:

خليلى إن أمّ الحكيم تحملت … وأخلت لخيمات العذيب ظلالها

يريد العذيبة. وكما قال ملك بن جبّار الطائى:

إنا بنو عمكم لا أن نباعلكم … ولا نصالحكم إلا على ناح

يريد ناحية. وكذلك قول الآخر:

بثين الزمى لا إنّ لا إن لزمته … على كثرة الواشين أىّ معون

يريد معونة فحذف. وقيل: أراد جمع معونة. وكذلك قول الآخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>