والمعنيان واحد، وذلك أنه لثقله ما ينسحب على وجه الأرض، وكذلك ما يحبو عليها.
قالت امرأة تصف غيثا:
وأقبل يزحف زحف الكسير … كأن على عضديه رفاقا
وقال أوس أو عبيد:
دان مسف فويق الأرض هيدبه … يكاد يدفعه من قام بالرّاح
واللطيف الحسن الجميل كثير، لكن أين لك بالمحسن المستثير؟ فهذا حديث هذا المثال الذى هو الإنجيل، وأما فتحه فغريب، ولكنه الشيخ أبو سعيد نضر الله وجهه ونور ضريحه. ونحن نعلم أنه لو مر بنا حرف لم نسمعه إلا من رجل من العرب لوجب علينا تسليمه له إذا أونست فصاحته، وأن نبهأ به، ونتحلى بالمذاكرة بإعرابه. فكيف الظن بالإمام فى فصاحته وتحريه وثقته؟ ومعاذ الله أن يكون ذلك شيئا جنح فيه إلى رأيه دون أن يكون أخذه عمن قبله. وبعد فقد حكى أبو زيد فى السّكّينة: السّكّينة، بفتح السين وتشديد الكاف. فهذا فعّيلة وإن لم يكن لها نظير، وإفعيل أخو فعّيل.