للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأحسبنى سمعت فى برطيل برطيل.

فهذا فعليل بفتح الفاء، وأفعيل وفعليل وفعّيل يكاد يكون مثالا واحدا.

***

{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} (٨) ومن ذلك قراءة أبى واقد الجرّاح: «ربّنا لا تزغ قلوبنا»».

قال أبو الفتح: هذا فى المعنى عائد إلى قراءة الجماعة: {لا تُزِغْ قُلُوبَنا}، وذلك أنه فى الظاهر طلب من القلوب ورغبة إليها، فهو كقول الراجز فيما أنشده ابن الأعرابى.

يا رب لا يرجع إلينا طفيلا

وفسره طفلا فظاهر الطلب والرغبة إلى ذلك الإنسان المدعو إليه.

وإنما المسئول الله سبحانه، حتى كأنه قال: اللهم لا ترجعه إلينا، ويؤكّد فى ذلك النداء فى قوله تعالى: «رَبَّنا».

ويزيد فى شرحه لك أنك تقول للأمير: لا ترهقنى؛ لأنه يملك التنفيس عنك، ولا تقول له: أيها الأمير أدخلنى الجنة؛ لأن ذلك ليس له ولا إليه.

فقد علمت إذا أن معنى «لا تُزِغْ قُلُوبَنا» هو معنى {لا تُزِغْ قُلُوبَنا}؛ ألا ترى أن القلوب لا تملك شيئا فيطلب منها؟ فالمسئول إذا واحد وهو الله سبحانه.

***

{يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} (١٣) ومن ذلك قراءة ابن عباس وطلحة: «يرونهم مثليهم»، بياء مضمومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>