للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: كثرة التلعب بهذه الكلمة.

والآخر: مراجعة أصل، ألا ترى أن أصل الكلمة كأى؟ فالهمزة إذا قبل الياء. وأما كإ بوزن كع فمحذوفة من كاء، وجاز حذف الألف لكثرة الاستعمال، كما قال الراجز:

أصبح قلبى صردا … لا يشتهى أن يردا

إلا عرادا عردا … وصلّيانا بردا

وعنكثا ملتبدا

يريد: عاردا وباردا. ألا ترى إلى قول أبى النجم:

كأن فى الفرش العراد العاردا …

وكما قالوا: أم الله لقد كان كذا، يريد أما، وحذف الألف.

فإن قلت: فما مثال هذه الكلم من الفعل فإنّ كأىّ مثاله كفعل، وذلك أن الكاف زائدة، ومثال أىّ فعل كطىّ وزىّ، مصدر طويت وزويت، وأصل أى أوى، لأنها فعل من أويت، ووجه التقائها أن «أىّ» أين وقعت فهى بعض من كل، وهذا هو معنى أويت؛ وذلك أن معنى أويت إلى الشئ تساندت إليه، قال أبو النجم:

يأوى إلى ملط له وكلكل

أى يتساند هذا العير إلى ملاطيه وكلكله.

ونحوه قول طفيل الغنوى:

وآلت إلى أجوازها وتقلقلت … قلائد فى أعناقها لم تقضّب

فمعنى آلت رجعت، والآوى إلى الشئ معتصم به وراجع إليه، هذا طريق الاشتقاق. وأما القياس فكذلك أيضا؛ وذلك أن باب أويت وطويت وشويت مما عينه واو ولامه ياء أكثر من باب حييت وعييت مما عينه ولامه ياءان. ولو نسبت إلى «أىّ»، لقلت: أووىّ، كما أنك لو نسبت إلى طىّ ولىّ لقلت: طووىّ ولووىّ، وكذلك لو أضفت إلى الرّى لكان قياسه رووى. وأما قولهم: رازى فشاذ بمنزلة كلابزى واصطخرزى.

<<  <  ج: ص:  >  >>