للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن ربّيّون مرفوع فى قراءته بقتل أو قاتل، وليس مرفوعا بالابتداء ولا بالظرف الذى هو معه، كقولك: مررت برجل يقرأ عليه سلاح. ألا ترى أنه لا يجوز كم نبى قتّل بتشديد التاء، على فعّل؟ فلا بد إذا أن يكون ربّيون مرفوعا بقتّل، وهذا واضح.

فإن قلت: فهلا جاز فعّل حملا على معنى كم؟.

قيل: لو انصرف عن اللفظ إلى المعنى لم يحسن العود من بعد إلى اللفظ. وقد قال تعالى، كما تراه: {مَعَهُ}، ولم يقل: معهم، فافهم ذلك.

*** {رِبِّيُّونَ} (١٤٦) ومن ذلك قراءة على وابن مسعود وابن عباس وعكرمة والحسن وأبى رجاء وعمرو ابن عبيد وعطاء بن السائب: «ربّيون»، بضم الراء. وقرأ بفتحها ابن عباس فيما رواه قتادة عنه.

قال أبو الفتح: الضم فى «ربّيون» تميمية، والكسر أيضا لغة. قال يونس: الرّبّة:

الجماعة. وكان الحسن يقول: الرّبّيون: العلماء الصّبر. قال قطرب: والجماعة أيضا مع يونس، أى فرق وجماعات.

وكان ابن عباس يقول: الواحدة ربوة، وهى عنده عشرة آلاف، وأنكرها قطرب، قال: لدخول الواو فى الكلمة، وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يكون بنى من الرّبوة فعّيلا كبطيخ، فصار ربّىّ ومثله من عزوت عزّىّ، ثم جمع فقيل: ربّيون. وأما ربّيون، بفتح الراء فيكون الواحد منها منسوبا إلى الرّب، ويشهد لهذا قول الحسن: إنهم العلماء الصبر. وليس ننكر أيضا أن يكون أراد ربّيون وربيون ثم غيّر الأول لياء الإضافة كقولهم فى أمس: إمسى.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>