للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا} [آل عمران:١٤٦] ومن ذلك قراءة الحسن: «فما وهنوا»، بكسر الهاء.

قال أبو الفتح: فيه لغتان: وهن يهن، ووهن يوهن. وقولهم فى المصدر: الوهن، بفتح الهاء يؤنّس بكسر الهاء من «وهن»، فيكون كفرق فرقا وحذر حذرا. وحدثنا أبو على أن أبا زيد حكى فيها كسر الهاء فى الماضى، وقولهم فيه: الوهن، بسكون الهاء يؤنس بفتح عين الماضى كفتر فترا.

***

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً} (١٥٤) ومن ذلك قراءة ابن محيصن، ورويت عن يحيى وإبراهيم: «أمنة نعاسا»، بسكون الميم.

قال أبو الفتح: روينا عن قطرب أنه قال: الأمنة: الأمن. والأمنة؛ بفتح الميم أشبه بمعاقبة الأمن، ونظير ذلك قولهم: الحبط والحبج والرّمث، كل ذلك فى أدواء الإبل.

فلما أسكنوا العين جاءوا بالهاء فقالوا: مغل مغلة وحقل حقلة، وقد أفردنا بابا فى كتاب الخصائص لنحو هذا، وهو باب فى ترافع الأحكام.

***

{إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى} (١٥٦) ومن ذلك قراءة الحسن والزّهرى: «أو كانوا غزا»، خفيفة الزاى.

قال أبو الفتح: وجهه عندى أن يكون أراد غزاة، فحذف الهاء إخلادا إلى قراءة من قرأ «غزّى»، بالتشديد. ولا يستنكر هذا؛ فإن الحرف إذا كان فيه لغتان متقاربتان فكثيرا ما تتجاذب هذه طرفا من حكم هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>