قرأت على أبى بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى لبلال بن جرير:
إذا خفتهم أو سآيلتهم … وجدت بهم علة حاضرة
وذلك أنه يقال: سألته عن حاله وسايلته على البدل، فلما ألف استماعهما تجاذبتا لفظه فجمع بينهما فيه لتداخلهما وتزاحم حروفها. وقد حذفت تاء التأنيث فى أماكن قد ذكرناها: ناح فى ناحية، ومألك فى مألكة. وأنشد ابن الأعرابى للعتابى يمدح الكسائى:
يريد الأبوة جمع أب، كالعمومة جمع عم، والخئولة جمع خال. وهذا عندى أمثل من أن يكون خرّج «أبوّا» على أصله من الصحة وأن يكون من باب نحو ونحوّ، وبهو وبهو للصدر، ونجو ونجوّ للسحاب، وعلى أنه قد يمكن أن تكون الهاء مرادة فى جميع ذلك، وقد قالوا أيضا: ابن وبنوّ، والقول فيهما سواء.
ووجه آخر، وهو أن يكون مخففا من «غزّى»، ونظيره قراءة على عليه السلام:
«وكذّبوا بآياتنا كذابا»، وبابه {كِذّاباً}، كقراءة الجماعة. وقد يجوز أن يكون «كذابا» مصدر كذب الخفيفة، جرى على الثقيلة لدلالة الفعل على صاحبه، والقول الأول أقوى.
***
{وَاِسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}(١٥٩) ومن ذلك قراءة ابن عباس فيما رواه عنه عمرو: «وشاورهم فى بعض الأمر».