{سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً}(٥٦) ومن ذلك قراءة حميد بن قيس «سوف نصليهم نارا».
قال أبو الفتح: قد أتينا على ما فى ذلك فيما مضى من هذا الكتاب آنفا.
***
{تَعالَوْا}(٦١) ومن ذلك قراءة الحسن فيما رواه عنه قتادة: «تعالوا»، بضم اللام.
قال أبو الفتح: وجه ذلك أنه حذف اللام من تعاليت استحسانا وتخفيفا، فلما زالت اللام من تعالى ضمت لام تعال لوقوع واو الجمع بعدها كقولك: تقدموا وتأخروا.
ونظير ذلك فى حذف اللام استخفافا قولهم: ما باليت به بالة، وأصلها بالية، كالعافية والعاقبة، ثم حذفت اللام كما ترى.
وذهب الكسائى فى «آية» إلى أن أصلها: آيية فاعلة، فحذفت اللام كما ذكرنا، ولو كانت إنما حذفت لام «تعالوا» لالتقاء الساكنين كما حذفت لذلك فى قولك للجماعة آمرا: تراموا وتغازوا لبقيت العين مفتوحة دلالة على الألف المحذوفة، وكنحو قولك:
اخشوا واسعوا، إذا أمرت الجماعة.
ونظير حذف اللام استحسانا فى هذه القراءة قراءة الحسن أيضا فى قوله الله تعالى:
{إِلاّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ}.
حدثنا بذلك أبو على، وذهب إلى ما ذكرناه من حذف اللام استخفافا، وإلى أنه يجوز أن يكون أراد إلا من هو صالون الجحيم؛ فحذف النون للإضافة، وحذف الواو التى هى علم الجمع لفظا لالتقاء الساكنين، واستعمل لفظ الجمع حملا على المعنى دون