للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} [النساء:٧٣] ومن ذلك قراءة الحسن ويزيد النحوى: «يا ليتنى كنت معهم فأفوز فوزا عظيما»، بالرفع. قال روح: لم يجعل لليت جوابا.

قال أبو الفتح: محصول ذلك أنه يتمنى الفوز، فكأنه قال: يا ليتنى أفوز فوزا عظيما، ولو جعله جوابا لنصبه، أى: إن أكن معهم أفز، هذا إذا أصبحت بالشرط، إلا أن الفاء إن دخلت جوابا للتمنى نصب الفعل بعدها بإضمار أن، وعطف أفوز على كنت معهم لأنهما جميعا متمنيان، إلا أنه عطف جملة على جملة لا الفعل على انفراده على الفعل؛ إذ كان الأول ماضيا والثانى مستقبلا.

وذهب أبو الحسن فى قوله عز وجل: {يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} بالرفع إلى أنه عطف على اللفظ، ومعناه معنى الجواب. قال: لأنهم لم يتمنّوا ألا يكذّبوا، وإنما تمنوا الرد، وضمنوا أنهم إن ردوا لم يكذّبوا، وعليه جاء قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ}. وعليه قول الآخر:

فلقد تركت صبيّة مرحومة … لم تدر ما جزع عليك فتجزع

والقوافى مرفوعة، أى هى تجزع. ولو كان جوابا لقال فتجزعا، وقد ذكرنا هذا ونحوه فى كتابنا الموسوم بالتنبيه، وهو تفسير مشكل أبيات الحماسة.

***

{أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} (٧٨) ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: «أينما تكونوا يدرككم الموت»، برفع الكافين. قال ابن مجاهد: وهذا مردود فى العربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>