ولو ذهب به ذاهب إلى ما أذكره لم أر به بأسا، وذلك أنه كأنه كسر آيم فاعل على فعلى، وهو أيمى، من حيث كانت الأيمة بلية ندفع إليها، فجرى مجرى هالك وهلكى، ومائد وميدى وجريح وجرحى، وزمن وزمنى، وسكران وسكرى. ثم كسّرت أيمى على أيامى، فوزن أيامى الآن على هذا فعالى، ولا قلب فيها.
وأنت إذا سلكت هذه الطريق أحرزت غنمين، وكفيت مئونتين:
إحداهما أن تكون الكلمة على أصلها لم تقلب ولم يغير شئ من حروفها، والآخر:
أنه لو كان الأصيل «أيائم» لجاز، بل كان الوجه أن يسمع، وإنما المسموع أيامى كما ترى، فاعرف ذلك، «فالييامى» على هذا القول فعالى، تكسير أيمى على فعلى، كهلكى.
وعلى القول الآخر فيالع.
ومما كسّر على فعلى ثم كسّرت على فعالى ما رويناه عن أبى بكر محمد بن الحسن عن أبى العباس أحمد بن يحيى فى أماليه من قول بعضهم:
مثل القتالى فى الهشيم البالى
فهذا تكسير قتيل على قتلى، ثم قتلى على قتالى.
***
{أَنْ يُصْلِحا}(١٢٨) ومن ذلك قراءة عاصم الجحدرى، «أن يصّلحا».
قال أبو الفتح: أراد يصطلحا أى يفتعلا، فآثر الإدغام فأبدل الطاء صادا، ثم أدغم فيها الصاد التى هى فاء، فصارت يصّلحا. ولم يجز أن تبدل الصاد طاء لما فيها من امتداد الصفير، ألا ترى أن كل واحد من الطاء وأختيها والظاء وأختيها يدغمن فى الصاد وأختيها، ولا يدغم واحدة منهن فى واحدة منهن؟ فلذلك لم يجز «إلا أن يطّلحا»، وجاز يصلحا.