إن يسمعوا ريبة طاروا لها فرحا … يوما وما سمعوا من صالح دفنوا
***
{وَما أَكَلَ السَّبُعُ}(٣) ومن ذلك قراءة ابن عباس: «وأكيل السّبع».
قال أبو الفتح: ذهب بالتذكير إلى الجنس والعموم، حتى كأنه قال: وما أكل السبع، ولو قال ذلك ما كان لفظ «ما» إلا إلى التذكير، والأكيل هنا إذا يصلح للمذكر والمؤنّث، وأما الأكيلة فكالنطيحة والذبيحة، اسم للمأكول والمنطوح، كالضحية والبليّة فى قوله:
مثل البليّة قالصا أهدامها …
فتقول على هذا: مررت بشاة أكيل، أى قد أكلها السبع ونحوه، وتقول: ما لنا طعام إلا الأكيلة، أى الشاة أو الجزور المعدة لأن تؤكل، فإن كانت قد أكلت فهى أكيل بلا هاء، وكذلك أكيل السبع هنا ما قد أكل السبع بعضه.
*** {غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ}(٣) ومن ذلك قراءة يحيى وإبراهيم: «غير متجنّف لإثم»، بغير ألف.
قال أبو الفتح: كأن متجنفا أبلغ وأقوى معنى من متجانف، وذلك لتشديد العين، وموضوعها لقوة المعنى بها نحو تصوّن وهو أبلغ من تصاون؛ لأن تصون أوغل فى ذلك، فصح له وعرف به، وأما تصاون فكأنه أظهر من ذلك وقد يكون عليه، وكثيرا