وأما «درس» ففيه ضمير النبى صلى الله عليه وسلم، وشاهد هذا دارست، أى فإذا جئتهم بهذه القصص والأنباء قالوا: شئ قرأه أو قارأه فأتى به، وليس من عند الله، أى يفعل هذا بهم لتقوى أثرة التكليف عليهم زيادة فى الابتلاء لهم كالحج والغزو وتكليف المشاق المستحقّ عليها الثواب. وإن شئت كان معناه فإذا هم يقولون كذا، كقوله:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا}، أى: فإذا هو عدو لهم.
***
{فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً}(١٠٨) ومن ذلك قراءة الحسن وأبى رجاء وقتادة وسلاّم ويعقوب وعبد الله بن يزيد:
«فيسبّوا الله عدوّا».
وروى عنهم أيضا:«بَغْياً وَعَدْواً».
قال أبو الفتح: العدو والعدوّ جميعا: الظلم والتعدى للحق، ومثلهما العدوان والعداء، قال الراعى:
كتبوا الدّهيم على العداء لمسرف … عاد يريد خيانة وغلولا
ومثله الاعتداء قال أبو نخيلة:
ويعتدى ويعتدى ويعتدى … وهو بعين الأسد المسوّد
ومثل العدوّ والعدو من التعدى الرّكوب والرّكب. قال: