{وَنَذَرُهُمْ}(١١٠) ومن ذلك قراءة الحسن وأبى رجاء وقتادة وسلام ويعقوب وعبد الله بن يزيد والأعمش والهمدانى: «ويذرهم»، بالياء وجزم الراء.
قال أبو الفتح: قد تقدم ذكر إسكان المرفوع تخفيفا، وعليه قراءة من قرأ أيضا:«وما يشعركم» بإسكان الراء، وكأنّ «يشعركم» أعذر من «يذرهم»؛ لأن فيه خروجا من كسر إلى ضم، وهو فى «يذرهم» خروج من فتح إلى ضم.
***
{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ}(١١٩) ومن ذلك قراءة عطية العوفى: «وقد فصل لكم»، خفيفة.
قال أبو الفتح: هو من قولك: قد فصل إليكم وخرج نحوكم.
***
{وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا}(١١٣) ومن ذلك قراءة الحسن وابن شرف: «ولتصغى» -وليرضوه-وليقترفوا» بجزم اللام فى جميع ذلك.
قال أبو الفتح: هذه اللام هى الجارة، أعنى لام كى، وهى معطوفة على الغرور من قول الله تعالى:{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}، أى للغرور، «ولأن تصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، وليرضوه، وليقترفوا ما هم مقترفون»، إلا أن إسكان هذه اللام شاذ فى الاستعمال على قوته فى القياس، وذلك لأن هذا الإسكان إنما كثر عنهم فى لام الأمر نحو قوله تعالى:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا}