من يدعها على سكونها فى الوصل كما يسكنها عند الوقف عليها، كما أن منهم من يسكن الهاء المضمرة إذا وصلها فيقول: مررت به أمس، وذكر أبو الحسن أنها لغة لأزد السّراة، وأنشد هو وغيره:
فظلت لدى البيت العتيق أخيله … ومطواى مشتاقان له أرقان
وروينا عن قطرب قول الآخر:
وأشرب الماء ما بى نحوه عطش … إلا لأنّ عيونه سيل واديها
***
{يَخْصِفانِ عَلَيْهِما}(٢٢) ومن ذلك قراءة الزهرى: «يخصفان عليهما» من أخصفت، «ويخصفان» الحسن بخلاف، وقرأ «يخصّفان»، ابن بريدة والحسن والزّهرىّ والأعرج، واختلف عنهم كلهم.
قال أبو الفتح: مألوف اللغة ومستعملها خصفت الورق ونحوه، وأما أخصفت فكأنها منقولة من خصفت، كأنه-والله أعلم-: يخصفان أنفسهما أو أجسامهما من ورق الجنة، ثم حذف المفعول على عادة حذفه فى كثير من المواضع، أنشد أبو على للحطيئة:
منعّمة تصون إليك منها … كصونك من رداء شرعبىّ
أى تصون الحديث وتخزنه.
وأما قراءة الحسن:«يخصّفان» فإنه أراد بها يختصفان يفتعلان من خصفت،