{مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (١٧٢) ومن ذلك قراءة زهير عن خصيف: «من ظهورهم ذرّيئتهم». واحدة مهموزة.
قال أبو الفتح: هذا يمنع من تأوّل الذرية فيمن لم يهمز أنها من الذّر أو من ذروت أو من ذريت، ويقطع بأنها من ذرأت، أى خلقت.
فإن قلت: فهلا أجزت أن تكون من الذّر وجعلتها فعليّة غير أنها همزت كما وجد بخط الأصمعى: قطا جؤنى.
قيل هذا من الشذوذ بحيث لا يسمع أصلا فضلا عن أن يتخذ قياسا.
***
{وَدَرَسُوا ما فِيهِ} (١٦٩) ومن ذلك قراءة السّلمى: «وادّارسوا ما فيه» وعباس عن الضبى عن الأعمش:
«وادّكروا ما فيه».
قال أبو الفتح: «ادّارسوا»: تدارسوا، كقوله: {اِدّارَكُوا} والعمل فيهما واحد وقد تقدم.
وأما «وادّكروا» فأراد تذكروا، وهذا كقوله تعالى: {قالُوا اِطَّيَّرْنا}.
{أَيّانَ مُرْساها} (١٨٧) ومن ذلك قراءة السّلمى: «إيّان مرساها» بكسر الهمزة.
قال أبو الفتح: أما أيّان بفتح الهمزة ففعلان، وبكسرها فعلان والنون فيهما زائدة حملا على الأكثر فى زيادة النون فى نحو ذلك.
فإن قيل: فهلا جعلتها فعّالا من لفظ أين، قيل: يمنع من ذلك أن أيّان ظرف زمان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute