للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجدال إنما هو الاقتواء على خصمك بالحجة. قال الله عز وجل: {وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}، أى: مغالبة بالقول، وتقويا.

ونحو منه لفظا قولهم: ظبى شادن: أى قد قوى واشتد، والشين أخت الجيم، والنون أخت اللام. ونحو منه قولهم: عطوت الشئ: إذا تناولته، وقالوا: أتيت عليه: إذا ملكته واشتملت عليه. والعين أخت الهمزة، والطاء أخت التاء، والواو أخت الياء. وهذا باب من اللغة لعله لو تقرّيت لأتى على أكثرها، وقد أتيت على كثير منه فى كتاب الخصائص.

ولولا أن القراء لا ينبسطون فى هذه الطريق لنبهت على كثير منه. لا، بل إذا كان منتحلو هذا العلم والمترسمون به قلّما تطوع طباعهم لهذا الضرب منه، وإن اضطروا إلى فهم شئ من جملته أظهروا التجاهل به، ولم يشكروا الله عز وجل على ما لاح لهم وأعرض من طريقه؛ جريا على عادة مستوخمة، وإخلادا إلى خليقة كرهة مستوبلة حسدا يريهم ونغلا يجويهم. وما أقلهم مع ذلك عددا! وكذلك هم بحمد الله ولو ضوعفوا مددا، فما ظنك بالقرّاء لو جشموا النظر فيه والتقرّى لغروره ومطاويه؟ جعلنا الله ممن يأوى إلى طاعته وأودعنا أبدا شكر نعمته.

***

{وَنادى نُوحٌ اِبْنَهُ} (٤٢) ومن ذلك قراءة على بن أبى طالب عليه السلام وعروة بن الزبير وأبى جعفر محمد بن على وأبى عبد الله جعفر بن محمد: «ونادى نوح ابنه»، وروى عن عروة:

<<  <  ج: ص:  >  >>