«ابنها». وقرأ:«ابناه»، ممدودة الألف السّدّى على النداء. وبلغنى أنه على التّرثى، وروى عن ابن عباس:«نوح ابنه»، جزم.
قال أبو الفتح: أما «ابنه» فإنه أراد ابنها كما يروى عن عروة فيما قرأ: «ابنها»، يعنى ابن امرأته؛ لأنه قد جرى ذكرها فى قوله سبحانه:«وَأَهْلَكَ»، فحذف الألف تخفيفا، كقراءة من قرأ:«يا أبت». قال أبو عثمان يريد: يا أبتاه، وقد ذكرنا حذف الألف فيما مضى، وأنشدنا البيت الذى أنشده أبو الحسن وابن الأعرابى جميعا:
فلست بمدرك ما فات منّى … بلهف ولا بليت ولا لو انىّ
أراد بلهفا، وغيّره.
وقراءة السّدى:«ابناه» يريد بها النّدبة، وهو معنى قولهم: الترثّى. وهو على الحكاية:
أى قال له: يا ابناه، على النداء. ولو أراد حقيقة الندبة لم يكن بد من أحد الحرفين: يا ابناه، أو وا ابناه، كقولك فيها: وازيداه، ويا زيداه.
وأما «ابنه»، بجزم الهاء فعلى اللغة التى ذكرناها لأزد السرّاة فى نحو قوله:
ومطواى مشتاقان له أرقان
***
{عَلَى الْجُودِيِّ}(٤٤) ومن ذلك قراءة الأعمش بخلاف: «على الجودى»، خفيف.