حراجيج ما تنفك إلا مناخة … على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا
أى: ما تنفك مناخة، وإلا زائدة.
***
{وَلا تَرْكَنُوا}(١١٣) ومن ذلك قراءة طلحة وقتادة والأشهب، ورويت عن أبى عمرو:«ولا تركنوا»، بضم الكاف.
قال أبو الفتح: فيها لغتان: ركن يركن كعلم يعلم، وركن يركن كقتل يقتل.
وحكى عنهم ركن يركن فعل يفعل. وهذا عند أبى بكر من اللغات المتداخلة، كأن الذى يقول: ركن بفتح الكاف سمع مضارع الذى يقول: ركن، وهو يركن، فتركبت له لغة بين اللغتين، وهى ركن يركن. وقد ذكرنا فى كتابنا الخصائص بابا فى تركيب اللغات.
وعليه كان أبو بكر يقول أيضا فى قولهم ضفن الرجل يضفن: إن قائل ذلك سمع قولهم: ضيفن، وظاهر لفظ ذلك أن يكون فيعلا لأنه أكثر فى الكلام من فعلن، فصارت نون ضيفن وإن كانت زائدة كأنها أصل لما ذكرناه. فلما استعمل الفعل منه جاء به على ذلك، فقال: ضفن يضفن. فضفن يضفن على حقيقة الأمر إنما هو فلن يفلن؛ لأن الضاد فاء والفاء لام، وعين ضيف التى هى ياء محذوفة للشبهة الداخلة هناك من حيث ذكرنا، وله نظائر.
*** {فَتَمَسَّكُمُ النّارُ}(١١٣) ومن ذلك قراءة يحيى والأعمش وطلحة بخلاف ورواه إسحاق الأزرق عن حمزة:
«فتمسّكم النار».
قال أبو الفتح: هذه لغة تميم، أن تكسر أول مضارع ما ثانى ماضيه مكسور، نحو