للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً} (٣٦)

ومن ذلك قراءة علىّ بن أبى طالب كرم الله وجهه، ومسلمة بن محارب (*١): «فدمّرانّهم تدميرا» (*٢). حكى أبو عمرو عن على أنه قرأ: «فدمرناهم»، بكسر الميم مخففة، وحكى عنه أيضا: «فدمّرا بهم»، بالباء (*٣) على وجه الأمر.

قال أبو الفتح: الذى رويناه عن أبى حاتم أنه حكاها قراءة غير معزوّة إلى أحد: «فدمّرانّهم تدميرا»، وقال: كأنه أمر موسى وهارون عليهما السلام أن يدمّراهم.

قال أبو الفتح: ألحق نون التوكيد ألف التثنية، كما تقول: اضربانّ زيدا، ولا تقتلانّ جعفرا.

***

{مَنِ اِتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ} (٤٣)

ومن ذلك قراءة الأعرج: «من اتخذ إلهة هواه» (١).

قال أبو الفتح: ذكر أبو حاتم أنها قراءة لبعض أهل مكة، ولم ينصّ على أحد. والإلهة: الشمس، ويقال: إلهة بالضم غير مصروفة، روينا عن أبى على:

تروّحنا من اللّعباء قصرا … فأعجلنا الإلهة أن تئوبا (٢)

ويروى فأعجلنا إلهة، فتكون إلهة هذه المقروءة منزوعا عنها حرف التعريف الذى فى الإلهة، فتنكرت، فانصرفت.

فأما قراءة من قرأ: «ويذرك وإلهتك» (٣) فمعناه: وعبادتك، كذا قالوا عنه. وقد يجوز أن يكون أراد إلهة هذه المقروءة، فأضافها إليه لعبادته لها، فيكون كقوله: ويذرك وشمسك، أى الشمس التى تعبدها.

***


=ورد فى مجمع البيان ١٦٨/ ٧: مسلم بن محارب.
(*٢) انظر: (الكشاف ٩٢/ ٣، البحر المحيط ٤٩٨/ ٦، مجمع البيان ١٦٨/ ٧).
(*٣) انظر: (البحر المحيط ٤٩٨/ ٦).
(١) انظر: (مجمع البيان ١٧١/ ٧، البحر المحيط ٥٠١/ ٦).
(٢) انظر: لسان العرب «لعب».
(٣) سبق ذكر من قرأ بها فى: سورة الأعراف الآية (١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>