للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«أفكهم» (١)، بفتح الألف، والفاء، والكاف.

وقرأ: «وذلك آفكهم»، بالمد، وبفتح الفاء مخففة- (٢) عبد الله بن الزبير.

وقرأ: «أفّكهم»، مشددة الفاء- (٣) أبو عياض (٤)، بخلاف.

وقراءة الناس: {وَذلِكَ إِفْكُهُمْ،} فذلك أربعة أوجه.

قال أبو الفتح: أما «أفكهم» فصرفهم، وثناهم. قال:

إن تك عن أحسن المروءة مأ … فوكا ففى آخرين قد أفكوا (٥)

وهو صرف بالباطل، وأرض مأفوكة، أى: مقلوبة التراب.

وأما «آفكهم» فيجوز أن يكون أفعلهم، أى: أصارهم إلى الإفك، أو وجدهم كذلك، كما تقول: أحمدت الرجل: وجدته محمودا.

ويجوز أن يكون أفعل على معنى فعل، كصدّ وأصدّ، وقد مضى ذكره.

ويجوز أن يكون «آفكهم» فاعلهم كغالطهم وخادعهم.

وأما «أفّكهم» ففعّلهم؛ وذلك لتكثيره ذلك الفعل بهم، وتكرره منه عليهم.

وحكى الفراء فيها قراءة أخرى، وهى: «وذلك أفكهم»، وقال فيه: إلإفك والأفك، كالحذر والحذر. ومن جهة أحمد بن يحيى:

ما لى أراك عاجزا أفيكا … أكلت جديا وأكلت ديكا

تعجز أن تأخذ ما أريكا

الأفيك: المصروف عن وجهه وحيلته. وروينا عن قطرب أن ابن عباس قرأ: «وذلك آفكهم»، بمعنى صارفهم، فذلك ستّ قراءات.

***


(١) وقراءة ابن الزبير، ومجاهد. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٠، الكشاف ٥٢٦/ ٣، الطبرى ١٩،٢٦، القرطبى ٢١٩/ ١٦، البحر المحيط ٦٩/ ٨، النحاس ١٥٩/ ٣).
(٢) وقراءة ابن عباس. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٠، الكشاف ٥٢٦/ ٣، القرطبى ٢١٠/ ١٦، البحر المحيط ٦٦/ ٨، العكبرى ١٢٦/ ٢).
(٣) وقراءة عياض. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٠، البحر المحيط ٦٦/ ٨، القرطبى ٢١٠/ ١٦، الكشاف ٥٢٦/ ٣، مجمع البيان ٩٠/ ٩).
(٤) فى المختصر: «عياض».
(٥) انظر: لسان العرب «أفك».

<<  <  ج: ص:  >  >>