ألمانيا مسرحها الرئيسي.
وفي تاريخكم الحرب السبعينية وهي الحرب الفرنسية الألمانية والتي كان الشعب الفرنسي يهتف لها في الشوارع: إلى برلين لتحيى الحرية وحرب المائة عام التي كانت بين إنجلترا وفرنسا، وارجعوا إلى (مادة حرب وحروب) في الموسوعات تجدوا ما يسركم، ولولا خشية الكلال، أو الملال لذكرت من تاريخ الحرية المذبوحة عندكم ما يندى له الجبين، ولكن
(الحر) تكفيه الإشارة.
١٢ - في هذا المعترك تخبط مفكرو الغرب وفلاسفته في تعريف الحرية.
وتناقضت تعريفات (لوك) و (كانت) و (سبينوزا) و (رسع و (هيجل) وغيرهم.
ونزعوا إلى تعريفات ميتافيزيقية لا علاقة لها بواقع الحياة.
وقد أدى ذلك إلى إعادة بحث المشكلة في صورة أكثر واقعية، هي صورة الإنسان في المجتمع.
فالإنسان ليس كائنا منعزلا حتى تتحقق حريته بتصرف إرادي من
جانبه وحده، وإنما هو يعيش في مجتمع، ويخضع لدولة، ومن ثم لا محل
للحديث عن حرية مجردة، باعتبارها أمرا يخص الفرد وحده.
وهم - مع ذلك - لم يسلموا من التناقض، فمنهم من نظر إلى الحرية من زاوية الفرد.
وتحييد سلطة الدولة. وآخرون إلى جانب المجتمع فجعلوا الفرد في خدمة المجتمع، ولو قضى ذلك على حريات الأشخاص.
وبهذ التناقض اضطرب واقع الإنسان الغربي بين حرية مثالية مع الفقر والجوع، وبين (حرية العدالة والمجتمعما مع قهر الرغبات الفردية والغرائز الطبيعية!.
إن (الحقوق) في الشريعة الإسلامية تعتبر (وظائف) يستخدمها الفرد) طوعا لخدمة (المجتمع) ، وليست هي مجرد (رخص) يمارسها أو لا يمارسها.
فقد آثر الإسلام أن يقيم (المجتمع) على (مسئوليات) على أن يقيمه على (حقوق) .
وفي (المسئولية) إذكاء لإيجابية الفرد، ويقظة ضميره، وبعث الحركة وئيدة نحو الصالح العام.