قال الجاحظ: وأدنى منازل الإظهار إظهار الحجة على من ضارّه وخالف عليه (من رسائل الجاحظ) .
قلت: وهذه دعوة قرآنية للتخلص من الهوى وسائر المؤثرات الصارفات عن
الإخلاص في طلب الحق، ولتحرير العقل في طلبه، ولتحرير الإرادة؛ لتمضي في السبيل القويمة.
وهذا وعد موعود بإظهار الإسلام، وهو الحق، وقد صدق الوعد، وسطر على صفحات التاريخ، وبرز في وقائع الدهر شاهد صدق، وآيةً ناطقة، لا تدع شبهة زيغ، لمن أخلص قلبَه لطلب الحق والحقيقة.
* * *
[قصة هذا الكتاب]
١ - لهذا الكتاب قصة، وللقصة جاذبيتها نحو موضوعها، وكلما كانت القصة من حقائق الواقع كانت أقوى جاذبية لشدة صلتها بواقع الإنسان.
فإذا كان واقع القصة مما يتصل بإيمان الإنسان، وآحاد معتقده بلغت من الجاذبية مبلغها الذي لا مزيد عليه.