الذنب الأكبر - ما كان أشد قربا منه، فالقتل، والزنا أكبر الذنوب بعد الشرك لاقترابهما منه: فقتل النفس هدم لبناء اللَّه.
والزنا بناء لما هدم اللَّه.
كذلك فضائل الأخلاق، تتفاضل بحسب قربها من اللَّه، فالمسلم قدوته الأخلاقية هي صفات اللَّه، ما عدا ما كان من خصائص الألوهية.
فالمثل الأعلى للمسلم في تخلقه إنما هو اللَّه.
وكان محمد - صلى الله عليه وسلم - هو المثل الإنساني الذي تمثلت فيه الأخلاق الإلهية، فكان جامعة وأمة لكل حظوظ الإنسان من صفات اللَّه - عز وجل -
وجاء في حديثه عليه السلام: "إن لله مائة وسبعة عشر خلقا، من جاءه بواحد منها دخل الجنة"
وجاء عنه عليه السلام:
"كل خلق اللَّه حسن ".
* * *
١٦ - ومواقع أخلاق المسلم: هو الإنسان من حشا هو إنسان، مسلما كان أم غير مسلم، لأنه يؤدي خلقه لله، فالله باعثه، والله مقصده.
تأملوا هذه الآية من سورة الإنسان، وانتبهوا - من فضلكم إلى اسم السورة: الإنسان: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) .
* * *
[١٧ - ما مقياس الأخلاق؟]
قيل في مقياسها، كما تقدم: السعادة.
ولكن قد يسعد الحقير في جهالته، ويشقى العظيم في عقله وعلمه.
وقيل في مقياسها. الغني، ولكن قد يغنى الجاهل، ويفتقر العالم، وكم قد رأينا من ذوي الغنى من يضيقون بالحياة فينتحرون.
خلاصة هذه المقاييس وغيرها: اللذة والمنفعة.
أما خلاصة المقياس الإسلامي فهو:
تحقيق الجمال والكمال والسعي بها - في شوق - إلى اللَّه.