للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام يكرّم الإنسان من حيث هو إنسان.

الإسلام يحلّق بالإنسان إلى آفاق الكون دراسة واستكشافا.

الإسلام يقرر أن الأرض مائدة لبني البشر جميعا.

الإسلام يحلق بالإنسان إلى رحاب العالم الباقي، ويحضه على إعمار الأرض، والبر بالإنسان تمهيدًا لطريق ذاك العالم الآخر.

الإسلام يرفع الإنسان عن عبادة مثله من بني البشر، أو عبادة الأشياء. ..

الإسلام يطلب ممن يريد الدخول فيه أن يعقله.

وأن يدخل فيه على بصيرة. ..

فعمّ يرتد المرتد عنه؟

ما يرتد مرتد عن هذه الحقائق القيمة في نفسها، القائمة بذاتها إلا عن شبهة يزيلها طلب الحق، أو عن هوى لا ينفع معه حوار أو تعليم.

فإذا كان الأول علاجه التعليم، فما للآخر إلا الدواء المرّ.

* * *

٢٤ - لكن لا غرو، من ألف تغيير حقائق دينه على نحو ما شرح لنا العرض التاريخي السالف - لا عجب من هذا أن يتعجب من كُره الإسلام لحال المرتد، وإخباره بإحباط عمله، وأن يشبه بحد الردة (على ما في هذا الحد من تفصيل يأتي بعدُ) .

* * *

[٢٥ - الإسلام دين وعلم:]

أما الدين فهو - على صحة فهمه - ما أوحاه اللَّه، لا ما وسوس به الناس، من مخترعات عقولهم، ووساوس خواطرهم.

فما العلم؟

إن (الإدراك الذهني) على درجات ست:

<<  <   >  >>