للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ - عتاب موجِّه:

الآن وصل بنا اللقاء إلى مسألة ذات بال: تلك أن بواعث أقوالكم ليست طلب الحق، والبحث عن سبيله، وإنما بواعثها - بحسب خبرتي - إلى ثلاث:

أ - رواسب الاستشراق الاستعماري، الذي صدر عن تعصب.

ب - المعلومات المزيفة عن الإسلام، التي تتضمنها المناهج الدراسية في بلاد الغرب.

والتي من ثمار الكتابة التبشيرية.

جـ - ثم يأتي العامل الثالث، الذي يحكم على الإسلام من (واقع) المسلمين، ويصدر فيه (الحكم الكلي) عن واقع (جزئي) ، والذي لا يفرق يين الدين والتدين، ولا بين وحي السماء، وسلوك أهل الأرض.

ولا يخفى على كل ذي لب منصف الخطأ المنطقي في هذا الحكم، لما يدخل على المحكوم عليه، من عناصر، وحيثيات في الحكم، خارجة عن حقيقة المحكوم عليه، ليست من ماهيته وذاته!

ولو اتخذنا ذلك منهاجا للحكم لظلمنا الأديان كلها.

وتاريخ أوربا حافل بالحروب، والظلم، ورفض العلم. . . باسم المسيحية، بَلْه الحروب الصليبية، وما خطر ببالنا - نحن المسلمين، أن نصف المسيحية بالعنف أو الإرهاب!!

* * *

<<  <   >  >>