للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شجره، الذي لم يستنبته الآدميون.

كما يحرم عليهما قطع الرطب من النبات، حتى الشوك (إلا نوع منه يسمى الإذخر والسنا.

كما يحرم التقاط لقطه، إلا لمن يعرفها.

بل الدولة نفسها مقيدة الحرية في الحرم، فلا يحل للحاكم أن يقيم القصاص (قتل القاتل) في الحرم، لأن الله - تَعَالَى - يقول: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) .

كذلك تكره إقامة الحدود فيه.

والصلاة فيه مضاعفة، فقد جاء في الحديث عن الرسول:

"صلاة فى مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ".

كذلك الذنب فيه يضاعف، بل إن مجرد الهم بالمعصية يحاسب عليه صاحبه.

والأصل أن اللَّه تجاوز للأمة عما همت به ولم تفعله.

* * *

[٩ - نخلص مما تقدم إلى جملة حقائق منها:]

أن البيت الحرام وحرمه قديم قدم الإنسان، بل أقدم منه، فقد حجه آدم.

والبيت المحرم على سمت البيت المعمور، في السماء، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه، ثم ينزلون فيطوفون بالبيت الحرام.

والإسلام ورث هذا البيت وحرمه، وكانت الجاهلية على تعطمه، وكان ذلك مما بقي فيهم من دين إبراهيم.

وعرفت كسوة الكعبة من قبل الإسلام، وتذهب بعض المصادر التاريخيه إلى أن إسماعيل بن إبراهيم قد كسا الكعبة.

وتوارث العرب كسوتها، وكانت أول امرأة كستها في الجاهلية هي (نبيلة بنت حباب) أم العباس بن عبد المطلب، كستها بالحرير والديباج.

وجعل حرم للكعبة أمر لا عجب فيه، فقد عرف (الحرم) في تاريخ الدول

<<  <   >  >>