وبندها الرابع جملته الأولى هكذا: لا نستطع إعادة التاريخ. . وآخرها: إن ذلك لا يعني على الإطلاق أن الأخطاء التي ارتكبها أسلافنا لم تكن أخطاء في حقيقة الأمر، فنحن ندينها، ونرفضها، وعلينا ألا نكررها.
وفي بندها الثامن تقول: إن الممثلين الحاليين عن المؤسسات التي عاشت على مرور الزمن ليسوا مسئولين عما حدث في الماضي. . . ولكن على الرغم من ذلك على هؤلاء المسئولين، كلما سنحت الفرصة، أن يتأسفوا بشكل علني على المظالم والأخطاء التي سببتها هذه المؤسسات في الماضي.
وكذلك، أيضا، يجب عليهم أن يعوضوا رسميا عن الأضرار المسببة في الماضي.
وهكذا تمضي الرسالة حتى بندها العاشر.
وقد قدِّمت إليَّ، في إحدى ليالي المؤتمر هذه الرسالة لأجيب عن بنودها.
وقد فعلت، معلقا، وكاشفا عما وراء سطورها، شارحا رسالة الإسلام العالمية، وكيف تتحقق، لافتا نظرهم إلى الفرق بين (الكلمة) و (الواقع) وبين الأماني والسلوك، موضحا أن أكثر المظالم الواقعة على المسلمين اليوم إنما هي من صنع دعاة السلام بالكلام، - فإن كانوا صادقين في دعوتهم فعليهم أن يبدأوا، أولا، برفع هذا الظلم، وأن تقوم بين هؤلاء الدعاة وبين المسلمين علاقات متكافئة.
فإذا فعلوا ذلك أمكن للمسلمين أن يأخذوا بمبدأ الإسلام:
(عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ)
هذا إلى آخر ما اقترحته مما يقيم البراهين على صدق دعوتهم إلى السلام، موضحا لهم المبادئ السامية التي أرساها الإسلام، وهي أقصى ما تصبو إليه الإنسانية؛ لتحقيق السلام العالمي.
* * *
[١٣ - هذا هو اتجاه المؤسسات الرسمية، والاجتماعية، وهو يتفق، في ظاهره، مع موقف المنصفين من المستشرقين، فأين نضع شبهاتكم، وطعونكم من هذه الدعوة العالمية]