لو كان الإسلام دين حق لما رأينا في علمائه: الضعف، والعجز.
والنفاق.
* * *
الجواب
١ - يكفينا ما سبق في جواب السؤال الرابع من بطلان الاستشهاد بتأخر المسلمين إن صح - بطلان دينهم.
ولكن أنبه هنا عل خطأين منهجيين في سؤالكم: الأول خطأ
التعميم، فما من شك في أن إطلاق حكم كلى بناء على واقع جزئي خطأ في العلم والفكر وبناء عليه يكون الاستنتاج المبني عليه خطأ لقيامه على مقدماته فاسدة، ويكون كلاما فارغا من المعنى.
وما من شك في وجود علماء معاصرين وسابقين
كان لهم فضل الشجاعة في إعلان كلمة الحق.
وأما من تشيرون إليهم فلم يكن العلماء هم الصغار أو الضعفاء أو المنافقين ولكن كانت الأحداث والطغيان، والاستبداد أكبر منهم.
٢ - ولو أخذنا بمنطقكم لوجب أن تحكموا على المسيحيين بمثل ما حكمتم على الإسلام، بل أشد، لما كان من رجال دينها، وعلى كل مستوى، ولمئات السنين وكان من أقل فعلهم ممالأة الملوك واستنادهم بأنهم تولوا حكم الناس بأمر مباشر من اللَّه.
وكان (فلمر) المنظر الإنجليزي يدعي هذا الأمر الإلهي، حتى
ذهب إلى أن الخلق يخلقون عبيدا بالطبع لحكامهم!!
يحدثنا (وليم جمس) الفيلسوف، وعالم النفس الأمريكي، في كتابه
(إرادة الاعتقاد) فيقول: صدر أمر من البابا (إنوسنت) الثامن ١٤٨٥ بقتل جماعة دينية تسمى (. . .) نسبة إلى مؤسسها (. . .) خرجت على تقاليد الكنيسة، وغفر الخطايا الكنسية لكل من يحمل السلاح ضدهم، وبرأهم من كل الآثام والذنوب، وأعفاه من كل يمين