نحن في عصر التقدم والعلم والحسابات الدقيقة، والصعود إلى
القمر، وتدّعون أن الإسلام دين حضارة وعلم وتقدم.
والمسلمون - حتى اليوم - لا يزالون مختلفين في بداية الشهور العربية (القمرية) وخاصة شهر رمضان.
فكيف يكون الإسلام دين تقدم؟
* * *
الجواب
أما أن الإسلام دين العلم والعقل، فقضية لا نزاع فيها، ولا ينازع فيها إلا مكابر يلج في العتو والنفور، وقد سبق ما ذكرت من الأدلة التاريخية على ذلك، وما أفادت أوربا من ذلك، مما كان سببا لإخراج أوربا من ظلمات الجهل والخرافات، كما سبق ما نقلت من بعض ما ذكره المؤرخون المنصفون من غير المسلمين.
وإن إنكار ذلك لمحاولة نقص الإسلام محاولات ساذجة تنقص صاحبها ولا تضير الإسلام في شيء.
والمنطق الذي تنطلق منه هذه المحاولة هو المنطلق الذي انطلقت منه كل محاولاتهم نقص الإسلام والمسلمين.
ومصدر الخطأ هو المصدر نفسه وهو جعل موضوع التفكير مصدرًا للتفكير.
لماذا لم تطبقوا منهجكم على الكنيسة الكاثوليكية، حين رفضت - باسم المسيحية - حقائق العلم وثوابته، وحرَّقت العلماء لقولهم بهذه الحقائق التي أصبحت اليوم من بدهيات العلم التي يتعلمها الصبيان في مراحل التعليم الأولى.
لقد زرت ميدان الأزهار الذي أعدم فيه (برنو) لإعلانه أن الأرض ليست مركز الكون.
في بحثه عن أسباب سقوط الحضارة الرومانية يذكر (ول وايريل ديورانت) في
موسوعته التاريخية - عمن وصفه بأنه (عظيم المؤرخين) أن المسيحية كانت أهم