عرض عليه اليهود، ليحرجوه، دينارا وقالوا: لمن نعطي الجزية؟
فنظر إلى الدينار وقال: لمن هذه الصورة؟
قالوا: لقيصر. قال: أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.
وفي ص ١٣ من رسالة بولس إلى أهل رومية: لتخضع كل نفس للسلاطين، لأنه ليس سلطان إلّا من اللَّه، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله، حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب اللَّه. ..
فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضا؛ إذ هم خدام الله، فأعطوا الجميع حقوقهم الجزية لمن له الجزية، والجباية لمن له الجباية. . . ".
وباسم هذه النصوص، وتحت سلطانها ساندت الكنيسة كل حكم ظالم، وكل
طاغية، حتى عاشت أوربا قرونا طوالا في ظلام الظلم والقهر الديني والسياسي، تنفس شعوبها حرَّ الظلم مرطّبا بتخدير الدِّين!!
* * *
[١٥ - ما موقف المسيحية من العقل والحكمة؟]
(العقل) خاصة الإنسان، ميزه به اللَّه خالقه. وبه دبّر الإنسان حياته، واستكشف آيات الكون، وساد به الكون، وما زال.
والحجر عليه حكم على الإنسان بالإعدام، وهبوطه به عن درجته إلى دركة
العجماوات، وحرمان له من الانتفاع مما هيأ الله له في الأرض والبحر والسماء.
والحجر عليه تمهيد - باسم الدين - لرفض الدين والتدين، ودفع للإنسان إلى رذيلة - الكفر والإلحاد، على نحو ما أصيبت به أوربا في عصورها المظلمة، بينما كان العالم الإسلامي - في ظل الإسلام، وتقديره للعقل والحكمة - يعيش في ظلال الحضارة سابغة، جنى الغرب من جناها، ساعده على الخروج من محنته التاريخية!
في رسالة بولس إلى أهل كولوسي ص ٢: انظروا ألا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حعسب أركان العالم وليس حسب المسيح ".
وكان مثل هذا النص ضروريا لتقبل المسيحية في أصول عقائدها التي تناقض العقل،