تقولون: إن إلهكم رحمن رحيم. ورسولكم يقول: إن الله أرحم من الأم
على ولدها. فهل يعقل أن الأم تخلد ولدها في النار، مهما كان ذنبه؟
فكيف تريدون من إنسان أن يؤمن بإله يخلد عبيده في النار؟ وأي جريمة
يستحق فاعلها الحلود في النار؟
أين الرحمة؟ وأين العدل؟
* * *
جواب السؤال الثالث:
نرجو، قبل الجواب، أن ترجعوا إلى ما تقدم عن طبيعة العقوبة.
١ - تبدءون سؤالكم عن عدم تناسب العقوبة والذنب، بالسؤال عن عدم المنطقية.
والمراد (بالمنطقية) : العقل، وسلامة منهج التفكير، وانتهاء المقدمات إلى نتائج تتناسب ومقدماتها.
ونحن معكم في ضرورة هذه المنطقية، وضرورة وجودها فيما شرع الدين من
أحكام.
ونحن نعلم من ديننا الإسلام، أنه يقيم عقائده على بَدَهِياتِ العقل، وأوائل الحس.
وما من دعوة، في الإسلام، إلى عقيدة من أصول الاعتقاد، في الإلهيات، والنبوات، واليوم الآخر - إلا أقام لها الدليل العقلي.
والقرآن عُنيَ بالدعوة إلى التعقل، والتفكُّر، كما أن القرآن غني بالدعوة إلى العلم، ودراسة الكون، والتفكر في خلق السماوات والأرض، وآيات اللَّه فيها، فكان بهذه الدعوات كتاب دين، يقوم على العقل والعلم، العلم بمعناه التجريبي، الذي يقوم