(العلم) وهو إدراك الشيء إدراكا مطابقا للواقع، مع إقامة الدليل عليه.
فها هنا ثلاثة أمور: إدراك - مطابقة - دليل، فإن كان إدراك ومطابقة للواقع مع العجز عن الدليل فهذا هو التقليد.
فإن كان الإدراك الذهني غير مطابق للواقع فهو: الجهل.
ولا مجال هنا لذكر الدليل نفيا أو إثباتا، إذ الجهل لا دليل معه، ولا دليل له، وحسبك أنه: الجهل.
فإن كان الإدراك الذهني متساوي الطرفين، نفيا وإثباتا، بين المطابقة وعدمها فهذا هو الشك.
وإن كان إدراك أحد طرفي الإثبات أو النفي راجحا على الآخر فهذا هو: الظن.
وإن كان نفي المطابقة أرجح، والنفي لا يطابق الواقع فهذا هو الوَهْم.
والإسلام ينفي أن يكون الإيمان بعقائده: من قبيل: الجهل، أو التقليد أو الشك أو الوهم أو الظن.
هذه خمسة مناهج في (الإيمان) يرفض الإسلام بناء الاعتقاد عليها، ولا يرتضي
الإيمان به إلا على أساس: (العلم) والعلم وحده.
فماذا تنقمون منا؟
وأي عذر للمرتد عنه؟
أيرتد عن (العلم) إلى الظن؟ بَلْه الجهل!!
إذا كان (الإيمان بالإسلام) هذا أساسه، وبناؤه، فهل يتصور - عقلا - الرجوع عنه لأمر صحيح؟ وهل يصح أن يكون هذا الرجوع (رأيا) .
* * *
[٢٦ - ما الرأي؟]
مأخذ الرأي من الرؤية والوؤية نسبية ليست مطلقة وكذلك (الرأي) فإنه نسبي لا مطلق، فما تراه ليس بالضرورة يكون حقا مطابقا للحقيقة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute