والبين بذاته لا يقام عليه دليل، وإنما يشار إليه، وبلفت النظر إليه.
إنك لا تقيم دليلا على ضوء الشمس في شباب النهار، والشمس ساطعة لها أنوار.
وما عليك إلا أن تقول للأعشي: انظر، هذه هي الشمس، فإن لم تستطع، فهذا ضياؤها، وهذا ضحاها، وهذا تجلّيها في سمائها.
فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم، فاضرب الذكر عنه صفحا، أن كان من المسرفين، فمثله لن يخضع للحق بعدما يتبين، ولو تنزلت عليه الملائكة، وكلمه الموتى، وحشر عليه كل شيء قبلا.