للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السؤال العاشر:

إلهكم - بحسب القرآن - هو الذي يهدي ويضل فكيف يعاقب

الإنسان بخلوده في النار؟

* * *

الإجابة

لو أخذنا هذا السؤال مأخذ الجد للزم أن ننكر الجنة، كما يستهدف السؤال، في باطنه، استنكار النار، فإذا كان الضلال قدرا، والهدي قدرا فلا معنى للعقاب والثواب، وكان العقاب ظلما وكان الثواب إعطاء لغير مستحق، فاستنكار دار العقاب فقط نقص في التفكير، وخلل في المنطق.

والإسلام جعل العقل حكما في كل شيء وجعله حكما في الدين وفي الإيمان

نفسه.

يقول اللَّه: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١) .

فالآية تقرر أن عدم تعقل الإيمان شأن الكافرين، وأن المرء لا يكون مؤمنا إلا إذا عقل دينه فإيمان المسلم هو الإيمان المستنير وليس إيمان من يحكي كتابه خرافات، وسفاسف فيأخذها مأخذ الإيمان والتصديق:

وكلما اتصل الإنسان بالكون، وفنى في لا نهاية المكان والزمان وامتثل الكائنات كلها في نفسه فرآها كلها تجري على سنن تمسكها ورآها كلها تسبح بحمد باريها -

كلما كان ذلك أيقن بقدرة اللَّه، ونفاذ مشيئته في كل ذرات الوجود وهنا يدرك المستبصر عظمة الكون وعظمة المكوِّن، ويدرك قصور قدرته وعلمه، بجميع وسائله عن إدراك حقيقة هذا الوجود، فيحلق به إيمانه إلى ذلك الخالق المبدع يستعينه ويستهديه.

ولست أدري أهذا السائل جاد أم هازل، وهل هو ينكر القدر، أم ينكر الإرادة، أم

<<  <   >  >>