عن قصة ذهاب الملكين إليه، وطلب الناس لهما يقول: فخرج إليهم لوط. . وقال: لا تفعلوا شرًا يا إخوتي، هو ذا لي ابنتان لم تعرفا رجلًا أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم ما تقولون الآن؟
٤ - واتهامكم للقرآن ينطوي على جهل بلغته إنه يقول:(هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) فكيف يجتمع الطهر والفاحشة في فهم عاقل؟
وثانية: أن معنى (بناتي) بنات شعبه بالتزوج، والنبي لقومه بمنزلة الأب لأولاده وفي كتابكم الكثير من نسبه الناس إلى اللَّه بالبنوة.
٥ - لعلكم استحييتم مما وضحت لكم من معاني القرآن، ولعلكم أسفتم لما ذكرت عن كتابكم المقدس، فإن لم يكن فإليكم هذه الخاتمة:
في سفر القضاة الباب ١٦ قصة شمشون، وهو نبي بدليل الفقرة ٥، ٢٥ من الباب ١٣، والفقرة ١٩، ٦ من الباب ١٤.
وهذا النبي كما تقولون، ويقول كتابكم، زنا بؤانية من أهل غزة، ثم عشق امرأة يقال لها (دليلة) وهي التي كذب عليها، ثم
كشف لها سره في أن قوته في شعره فنمت عليه لرؤساء أهل فلسطين. . . وإليكم هذه.
في سفر الملوك الأول الباب (١١) أن سليمان صار له (٧٠٠) امرأة حرة.
و (٣٥٥) سرية، وأن نساءه أغوت قلبه إلى آلهة أخرى. ..
صدقوني إذا قلت لكم: هل من علم وهل من حياء.
٦ - إن الذين يقبلون هذه النبوات، ثم يكذبون رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا تقام عندهم حجة النبوة بقداسة السيرة ولا بعظمة الأثر، ولا بفضيلة الهداية.
إن الذين يقبلون هذه الأقاصيص ثم يتهمون القرآن بما يتهمون قوم قد ألغوا
عقولهم، واتبعوا أهواءهم، ومثل هؤلاء لا يرون للحق برهانا، ولا للشمس نورا وضياء ومثل هؤلاء لا حيلة لك في إقناعهم أو فتح عيونهم، وما لهم إلا أن تضرب عنهم الذكر صفحا.