للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الأخلاق وما بواعثها؟

١٤ - أما المقاصد فإنها: تحقيق الجمال في النفس والفكر والجسم، وفي ماديات الوجود.

ولكل شواهده من القرآن والسنة، ففي النفس يقول اللَّه: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠) .

أما في الفكر فهو كثير في القرآن منه (٢ / ١٧٠) ومنه آيات التدبر والتفكر والتعقل.

وفي الجسم يقول اللَّه (٧، ٢٠ - ٢٦) .

يخاطب بني آدم، ليس المسلمين فقط: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦) .

وفيها (٣١ - ٣٢) : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ. . .)

وفي حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

"إن اللَّه جميل يحب الجمال ".

وهذا حديث جامع رواه الترمذي:

"إن اللَّه طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود ".

وكما أن الجمال من مقاصدها كذلك كان الكمال، وإشباع شوق الإنسان إلى الكمال والسمو، وحب الاستطلاع، يقول اللَّه (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)

وقال: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ. . .)

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦) .

ْهذه مقاصد الأخلاق الإسلامية: الجمال والكمال.

١٥ - فما بواعثها؟

أكبر الذنوب في الإسلام: الشرك بالله، والقول عليه بغير علم وكبائر الذنوب - بعد

<<  <   >  >>