أما سارتر فقد نزع إلى الأبيقورية.
أما (مالبرانش) وهو أحد تلاميذ ديكارت فقد بنى الأخلاق
على معرفة الخير الأعلى، الذي تتوقف معرفته على العقل والتفكير، والذي وضع الكائنات في نظام كامل، ورتبها ترتيبا تصاعديا.
فالفضيلة الوحيدة، هى حب الله مصدر هذا النظام، وهي مبدأ كل واجب.
أما (سبينوزا) الفليسوف اليهودي، الذي حكم عليه آباء الكنيسة
اليهودية بالكفر والحرمان - فإنه يرى توجيه العلوم كلها نحو غاية واحدة هي: الوصول للكمال الأقصى، فكل مالا يدنينا من العلوم من هذه الغاية يعتبره غير مفيد، ويجب إلقاؤه جانبا.
ويجدر بنا ألا ننسى من فلسفة هذا الفيلسوف أنه ينكر أمرين:
أحدهما: الحرية الأخلاقية.
والآخر إنكار أن هناك أعمالاً هي في نفسها خير أو شر، بل الخير والشر
- في رأيه - نسبيان، والفضيلة في رأيه: ملكة التصرف وفق هداية العقل، وكلما كان الشخص خاضعا للشهوات والآهواء لا يكون فاضلا.
ولعلنا لا نخطئ إذا رأينا في هذا نزعة رواقية واضحة.
أما (بنثام) فإنه فيلسوف المنفعة، إذ كان يرى أن حب المنفعة، الذي أساسه الأثرة، من الأمور الفطرية،، ومن الخير أن يكون دعامة الأخلاق، ولذا كانت اللذات كلها حسنة، وأن مهمة علم الأخلاق إنما هي.
الموازنة بين هذه اللذات.
هذا، وقد نقد (سبنسر) هذا المذهب نقدا شديدا وحقا، في محاورة
أجراها بين أخلاقي وبين بنتامي.
أما (منتسكيو) وهو أشهر كتاب الفكر السياسي في القرن الثامن
عشر، هذا العملاق يقرر: جواز استرقاق الشعوب، وأقر الاسترقاق السياسي للشعوب كما أقر الاسترقاق المدني في المنزل بين أفراد الأسرة الواحدة، كما رأى جواز الحرب والإغارة على الآخرين لمجرد أنهم آخرون.