قول الرب: إلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك - كيف ساغ لمن يؤمن بكتابه، وهذا إخباره المطلق بسيادة الرجل على المرأة أن ينكر على الإسلام قوامة الرجل على بيته فقط.
فإن تحلل من دينه وكتابه فهل يمكنه التحلل من العلم، وهذه بعض نتائج بحوثه.
فإن لم تكفه شهادة دينه، ولا حقائق العلم التطيقي أفلا تكفيه شهادة علم
الاجتماع الذي يحتم، لسلامة الجماعة وجود أمير مطاع؟
إن قوامة الرجل على بيته، في درجة القيادة التي لا بد منها لكل جماعة. وهي قوامة استحقها بتفضيل الفطرة، ثم بما فرض الإسلام على الرجال من واجب الإنفاق على المرأة.
يقول الأستاذ العقاد: وهو واجب مرجعه إلى واجب الأفضل لمن هو دونه فضلا، وليس مرجعه إلى مجرد إنفاق المال.
فإن لم يكف هذا المعترض دين ولا علم، أفلا يكفيه شهادة التاريخ، تاريخ بني آدم منذ كانوا قبل نشوء الحضارات والشرائع، وبعد نشوئها.
والإسلام في مسألة القوامة هذه منطقي مع نفسه، فالرسول يقول:
"إذا كنتم ثلاثة فأمروا"
هذا في السفر وهو حال عارضة، فما بالكم بالحال الدائمة، في الأسرة
وتبعاتها نحو نفسها، وذريتها، ونحو مجتمعها وأمتها؟
أتترك بدون قيِّم.
هذا فكركم ونظامكم الذي ترتب عليه كما قال فيلسوف فرنسا وعالمها الاجتماعي "جوستاف لوبون " في كتابه (سر تطور الأمم بالمساواة بين الرجل والمرأة) صار الرجل الأوربي من الرحّل لا بيت يأويه ولا أسرة يسكن إليها. هذه دعوتكم في مؤتمرات المرأة، وهذه حال البيت عندكم.
تقيسون عليها مع كثرة الشكوى حتى من أهلها.
ذلك البيت الذي أبيح فيه للمرأة أن تخالط المرأة، وللرجل كذلك.
يقول الأستاذ العقاد، رحمه الله:
إنه لمما يؤسف له من آفات العصر الحديث زيغ الفكر
الاجتماعي في المسائل الإنسانية الجلية، كمسألة التفريق بين الجنسين في الكفاية وفي الوظيفة.
أما حديث الرسول عن سجود المرأة لزوجها