للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكاتب الكبير، والعالم القدير الشيخ محمود محمد شاكر وسجل ذلك في تقديمه لكتاب مالك بن نبي.

هذا (الشك) واتخاذ خطوة إيجايية تفكيرية، والذي يقف بصاحبه موقف الحياد

من قضايا البحث - هذا الشك سجله فيلسوف المسلمين الكبير ابن سينا في خاتمة كتابه: (الإشارات) إذ يقول: "نصيحة: إياك أن يكون تكيسك وتبرؤك عن العامة، هو أن تنبري منكرًا لكل شيء، فذلك طيش وعجز. وليس الخرق في تكذيبك ما لم تستبن لك بعدُ جليتُه، دون الخرق في تصديقك بما لم تقم بين يديك بينته.

بل عليك الاعتصام بحبل التوقف، وإن أزعجك استنكار ما يوعاه سمعك، ما لم تبرهن استحالته لك.

فالصواب لك أن تسرح أمثال ذلك إلى بقعة الإمكان ما لم

يذدك عنها قائم البرهان. . . ".

والإسلام - بمنهج البحث، البادئ من الشك الحقيقي يقرر: احترام الإنسان، ويقرر حرية إرادته، كما يقرر قدرة الإنسان على الوصول بنفسه، وجهده العلمي والفكري، على الوصول إلى الحقيقة، وذلك على عكس مذهب (الشكاك) الذين يرون عجز وسائل الإنسان.

من الحس أو العقل، عن الوصول إلى حقيقة أي شيء.

بناء على هذا المنهج الإسلامي، والملزم للإنسان أن يبحث بنفسه عن الحق وطريقه - لا يخشى المسلمون ما يذيعه المبشرون، لأنهم - على فرض نجاحهم - يضعون المسلم على درج الصعود من الشك إلى اليقين، الذي حضَّه الإسلام عليه.

وفي ختام قواعد منهج الحوار الإسلامي أكتفي بقاعدتين:

- أولاهما: تقرير أنه: لا دعوى بدون برهان، حتى ولو كانت في أصل الإيمان، وهو الإيمان بالله، وفيها يقول الله: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ)

(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ)

وفي سورة النمل (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١) .

* * *

<<  <   >  >>