للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهذه الكتب. إن سفر التوراة) كان، حسبما ورد فيه هو نفسه، مسطراً بيد

موسى، ولكن بينما يتكلم عنه سفر التثنية بضمير المتكلم فإن سائر الأسفار تتكلم عنه بضمير الغائب، وفي هذا تباين ظاهر.

وأيضا، ترى سفر التثنية يحوي قصة موسى ورثائه، وهذا التأكيد الموحى لم يأت نبي بمثله من بعده، وفوق ذلك نرى التوراة قد عينت أماكن بأسماء لم توضع لها إلا بعد أزمان متطاولة.

وإن القصص لتمتد في هذا السفر، بدون انقطاع، حتى إلى

ما بعد وفاة من ادّعى أنه مخرجه. . . " انتهى كلام سبينوزا) .

- وقال الطبيب الفرنسي (موريس بوكاي) في كتابه

(القرآن والتوراة والإنجيل والعلم)

دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) يقول:

"إن معالجة الكتب المقدسة من خلال علم الدراسات النقدية للنصوص شيء قريب العهد في بلادنا.

لقد ظل الناس يقبلون العهد القديم والجديد على ما هما عليه طيلة

قرون عديدة. ..

وكان مجرد التعبير عن أي روح نقدية إزاء الكتاب المقدس خطيئة

لا تغتفر. . . وبعد أن أصبح نقد النصو علما كان له الفضل في أن جعلنا

نكتشف مشكلات مطروحة وخطرة..

في ظل تلك الظروف فإن المتناقضات، والأمور البعيدة عن التصديق تظل باقية بلا حل في نظر كل من يريد أن يحتفظ بسلامة مقدرته على التفكير وحسه الموضوعي، وإننا لنأسف حقا لذلك الموقف

الذي يهدف إلى تبرير الاحتفاظ في نصوص التوراة والإنجيل ببعض المقاطع الباطلة، خلافا لكل منطق

يقول موريمس بوكاي: إن الكنيسة قد حسمت بين الأناجيل المتعددة، وأعلنت رسميَا أربعة منها فقط، برغم التناقضات العديدة فيما بين هذه الأناجيل في كثير من النقاط.

يقول: قد اكتشفت آثار لأعمال بشرية يمكن وضع تاريخها فيما قبل الألف

العاشرة من التاريخ المسيحي، دون أن يكون هناك أي مكان للشك.

وعليه فإننا

<<  <   >  >>