فما كان أغنانا عن هذا كله، ومن قواعد فقهنا الإسلامي، وآداب ديننا الحنيف، ومن علاقاته الإنسانية، ما حكاه الإمام علي، عليه السلام: أمرنا أن نتركهم وما يدينون به.
أقول: ما كان أغنانا عن كل هذا، لو أنكم أخذتم بهذه القاعدة الإسلامية الجليلة، وكنا نحن وأنتم في الإنسانية سواء، وكففتم ألسنتكم عن غيركم، وشغلتم أنفسكم بما كشفنا لكم عما هو في دينكم، وعندنا غيره الكثير، وسوف يأتي بعضه، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، ولكن من الناس من يرى القذاة في أعين الناس، ولا يرى الخشبة في عين نفسه
(على حد قول الإنجيل) .
أما وقد أبيتم فقد أتينا على بعض ما عندكم، فهيا إلى ما زعمتم مما شبّهتم به وزوَّرتم.