للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - فالذين فهموا (الدين) على أنه علاقة فردية خاصة بضمير المتدين نفسه، وأنه علاقة خاصة بين الفرد وإلهه - الذين يفهمون (الدين) على هذا النحو يتعجبون، بل ينكرون على الإسلام أن يكون - مع الاعتقاد والإيمان - شريعة تنظم الحياة، وعلى هؤلاء أن يفهموا الإسلام على جهته الخاصة.

وأنه:

دين ودولة.

وعقيدة وشريعة.

وسياسة ونظام.

وآداب ومعاملات.

وعلاقات بالضمير، والناس، والكون والحياة.

وأنه دنيا ودين.

ومادة وروح.

وحياة حاضرة وحياة مستقبلة آتية لا ريب فيها.

وإذا لم يفهم الإسلام على حقيقته وقع في الخطأ، وتكون الشبهة على الإسلام من قبل المخطئ في فهم الإسلام، لا من قبل الإسلام نفسه، فيعيب والعيب فيه، وينتقص والنقص منه.

ومن المهم مراعاة ما تقدم التنبيه عليه أولا من أن الحدود في الإسلام، على عمومها، إنما جاءت لحفظ مجتمع فاضل، لا لإيجاد مجتمع فاضل، فإذا أجرم مجرم في هذا المجتمع فإن جنايته قد اكتسبت وجوفا أخرى فوق طبيعة الجرم في نفسه.

فلا يحصر الفاضل إلى مجرد الجريمة بل ينظر إليها مضافا إليها آثارها في هذا المجتمع الفاضل الذي بلغ في فضيلته حد المثالية التي تمثلها الفلاسفة في سمو آمالهم المثالية النظرية، وعجزوا عن إيجاده في واقع الحياة، فجاء الإسلام فجعل الحلم حقيقة، وفلسفات النظر، حقائق الواقع.

<<  <   >  >>